Login

Email / Mobile: *
Password: *
Login with your social ID Facebook
Don't have account? Sign Up

اختتام مهرجان أيام فلسطين السينمائية

 
 
فقدان الظل.. الموت أم الظلام؟!
 
بقلم: فنتينا شولي

"يوم اضعت ظلي" هكذا كان عنوان الفيلم.. ظل من؟ ابن؟ صديق؟ عائلة؟.. مجموعة من الأسئلة حامت في أذهان العديدين عندما قرأوا اسم الفيلم أو قرروا الذهاب للمهرجان الختامي لأيام فلسطين السينمائية، ولكن هل خطر ببال أحدهم أن الظل الذي ينتظرنا هناك هو الخيال! أجل الخيال الذي يتغير بتغير موقع الشمس في النهار، أو موقعك بالنسبة للضوء في الليل.

اكتظ قصر رام الله الثقافي بجمهور لم يترك تقريبا أماكن شاغرة في القاعة، وعم الصمت في انتظار اختفاء الإعلانات من على الشاشة لنرى اسم المخرجة السورية سؤدد كنعان وفيلمها "يوم اضعت ظلي".. سؤدد في هذا الفيلم صورت سوريا من جانبها هي، صورت الأحداث وتوتر الأوضاع هناك بدءا من عام 2012، لكن هي أيضا صورت العالم كما هو الآن وكما نخاف أن يكون مستقبلا ربما، مليئا بالرعب والخوف، ولكن في الفيلم رغم كل الظروف السيئة وغياب الحريات و أدنى مقومات الحياة، إلا ان الانسانية والحب والأمومة والأخوة كانت حاضرة وبقوة في علاقة سنا وابنها، بين ريم وجلال، وقرب سنا من جلال حتى.

بعض من شاهدوا الفيلم بكوا، والبعض رآه عاديا جدا وقالوا إن في فلسطين هناك من يعيش ظروفا اقسى، ولكن ليست درجة القسوة فقط هي التي تحدد ردود أفعالنا، ربما جعلنا غير الاعتيادي اعتياديا يحرق جزءا من انسانيتنا.

في المسرح اجتمع المئات لحضور الفيلم ومعرفة الفائزين بمسابقة طائر الشمس بأقسامها الثلاثة: الروائي القصير والإنتاج والوثائقي، ومع كل تقديم لجائزة، خفقت قلوب العديدين في أمانٍ صغيرة لأصدقائهم أو أقربائهم المترشحين للجوائز، ليسمعوا اسماءهم تتردد بمكبر صوت القاعة، ويرونهم يصعدون المنصة بفرحة يلمسونها ويرونها في حركاتهم، وأماني الكثيرين تحققت، فالشاب صلاح ابو نعمة فاز بجائزة طائر الشمس للافلام الروائية القصيرة عن فيلمه "منطقة ج" مناصفة مع مخرجة فيلم "تمزق" ياسمينة كراجة، وكان جميلا أيضا رؤية والدي المخرجة جمانة مناع يصعدان المنصة بفخر وسعادة نيابة عنها لسفرها لاستلام جائزة الفيلم الوثائقي الطويل عن فيلم "حب بري".

لنعد للفيلم، اختفى ظل سنا وانتهى عرض الفيلم، ماذا حصل؟ ماذا يعني ضياع الظل؟ هل هذا هو الموت القريب؟ أم فقط ظلمة في حياتها؟ هل اذا اختفى الخيال نموت؟ وهل الاموات لا ظلال لهم؟ لا أعلم..

الساعة بعد التاسعة والنصف ليلاً، انتهت عروض مهرجان فلسطين السينمائي، جداول الأفلام وضعت على الرفوف أو في أدراج المكاتب إلى حين، لتحمل حسرة وعتبا وامتنانا، فالحسرة على أفلام كانت الانشغالات الأخرى سببا في عدم حضورها، والامتنان لكل من ساهم في خلق أجواء سينمائية نوعية في فلسطين بعيدا عن هوليوود وبوليوود والأفلام المبتذلة والخيالية.

أما العتب فكان على قصر المهرجان، فكيف لو كان شهر مثلا؟ شهر فلسطين السينمائي!، لم لا، فالسينما تعكس  جزءاً أصيلا من الثقافة الإنسانية للشعوب ، ونحن لا نريد لها أن تموت في فلسطين.